بُشرى لزوار صلالة: عُمان تُطلق رسميًا تنفيذ أطول طريق سريع في تاريخها بطول 717 كيلومترًا
في خطوة استراتيجية تعكس التوجّه التنموي المتسارع الذي تشهده سلطنة عُمان ضمن رؤية “عُمان 2040″، أعلنت الجهات المعنية رسميًا عن بدء تنفيذ أطول طريق سريع في تاريخ السلطنة، بطول يبلغ 717 كيلومترًا، وبقيمة استثمارية تُقدّر بنحو 671 مليون دولار أمريكي. ويُعد هذا المشروع العملاق أحد أبرز المشروعات الوطنية التي تستهدف تعزيز البنية التحتية وربط المناطق الجنوبية، وتحديدًا محافظة ظفار ومدينة صلالة، ببقية محافظات السلطنة بسلاسة وكفاءة أعلى.

إنجازات ميدانية على الأرض

حتى الآن، تم إنجاز 280 كيلومترًا من الطريق، وهي مسافة قطعت شوطًا مهمًا نحو تحقيق أهداف المشروع، بينما تتواصل أعمال البناء والتوسعة في أكثر من 400 كيلومتر آخر، حيث تمضي الأعمال التنفيذية بوتيرة متسارعة بإشراف فرق هندسية متخصصة وباستخدام أحدث المعايير الفنية العالمية في تنفيذ مشاريع الطرق السريعة.

ربط صلالة بطرق أكثر انسيابية وأمانًا

يأتي المشروع كأحد أهم المشروعات التي ستُحدث تحولًا نوعيًا في حركة النقل من وإلى صلالة، لاسيما خلال موسم الخريف السياحي الشهير، الذي يشهد تدفقًا كبيرًا من الزوار من داخل السلطنة وخارجها للاستمتاع بجمال الطبيعة والأجواء المعتدلة.

وسيسهم الطريق في تخفيف الضغط على الطرق الحالية، وتوفير مسارات أكثر أمنًا وسرعة لعبور المسافرين، كما سيساعد في تعزيز الترابط بين الولايات الواقعة على مسار الطريق، وتحفيز الأنشطة الاقتصادية على جانبيه.

فوائد اقتصادية واستثمارية متعددة

يمثل الطريق الجديد أحد الركائز الداعمة للاقتصاد الوطني، حيث سيُسهم في تسهيل حركة البضائع والنقل التجاري بين المحافظات، لا سيما في مجالات التوريد الغذائي، والخدمات اللوجستية، والنقل الصناعي. كما يُتوقّع أن يُحدث المشروع حراكًا استثماريًا على امتداد الطريق من خلال استغلال المناطق القريبة منه لإقامة مشاريع سياحية وتجارية وخدمية.

كما سيكون للطريق دور كبير في تعزيز الأمن الغذائي الوطني من خلال تسهيل عمليات نقل المنتجات الزراعية والحيوانية والبحرية التي تُعرف بها محافظة ظفار، وربطها بأسواق داخلية وخارجية بفعالية أكبر.

تحسين جودة الحياة وتعزيز التنمية المجتمعية

من المتوقع أن يُسهم المشروع في تحسين جودة الحياة للسكان المحليين، إذ سيوفر لهم وسيلة تنقل آمنة ومريحة، ويُسهل الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة، بالإضافة إلى تحفيز الاستثمار في المناطق الريفية الواقعة على امتداد الطريق، وهو ما ينسجم مع أهداف الدولة في تقليل الفجوة التنموية بين المناطق المختلفة.

إشادة من المواطنين والزوار

وقد لقي الإعلان عن هذا المشروع ترحيبًا واسعًا من المواطنين وزوار صلالة، الذين يرون فيه بُشرى إيجابية طال انتظارها، لا سيما في ظل ما يعانونه من صعوبة في الطرق الجبلية الحالية أثناء التنقل بين شمال السلطنة وجنوبها. كما عبّر كثيرون عن تطلعهم لاستخدام الطريق فور اكتماله، مؤكدين أن ذلك سيقلل من وقت السفر ويزيد من عوامل السلامة والأمان.

جهود وطنية وإشراف مباشر

يجري تنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي بإشراف مباشر من الجهات المختصة في وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، بالتعاون مع عدد من الشركات الوطنية والعالمية المتخصصة في تنفيذ مشاريع البنية التحتية الكبرى، مع التزام واضح بالجداول الزمنية المحددة وجودة التنفيذ.

مستقبل واعد لصناعة الطرق في السلطنة

يمثل مشروع الطريق السريع الجديد نموذجًا لما تسعى سلطنة عُمان إلى تحقيقه في مجال تطوير البنية الأساسية المستدامة، كما يفتح آفاقًا جديدة أمام قطاع الطرق ليكون أحد الدعائم الأساسية في دفع عجلة النمو الاقتصادي والسياحي.

ومع اقتراب اكتمال هذا المشروع العملاق، فإن سلطنة عُمان تثبت مجددًا قدرتها على التخطيط والتنفيذ وفق رؤى واضحة تستهدف الإنسان والمكان، وتؤسس لمستقبل أكثر انفتاحًا وحيوية على المستويين المحلي والدولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *