
الظاهرة تحتفل بعيد الفطر بفعاليات تراثية وفنون شعبية
شهدت ولايات محافظة الظاهرة تنظيم فعاليات متنوعة احتفاءً بعيد الفطر السعيد، تضمنت عروضًا لفنون عرضة الخيل والهجن، إلى جانب عدد من الفنون الشعبية مثل العيالة والعازي والوِيلية والميدان، إضافة إلى إلقاء القصائد الشعرية التي عكست أجواء الفرح والبهجة التي يحملها العيد، بما يجسِّد قيم التآلف والتسامح والتعايش بين أفراد المجتمع.
وأوضح الدكتور عبدالله بن حمد الجساسي، رئيس اللجنة المنظمة للاحتفال بعيد الفطر في ولاية عبري، أن هذه الفعاليات تأتي في إطار اهتمام الأهالي بالموروث الشعبي العُماني، وسعيهم لإحياء العادات والتقاليد الجميلة التي كانت تقام في المناسبات سابقًا، مشيرًا إلى أن هذا الإحياء لا يهدف فقط إلى الحفاظ على التراث، بل إلى نقل القيم الثقافية والفكرية للأجيال الجديدة والتعريف بثراء الحضارة العُمانية.
وقد شهدت الفعاليات حضورًا جماهيريًا واسعًا، من مختلف الفئات العمرية، من المواطنين والمقيمين، الذين توافدوا للاستمتاع بأجواء العيد ومتابعة العروض التراثية والأنشطة الشعبية المصاحبة.
وتُعد محافظة الظاهرة من أبرز المحافظات العُمانية التي تحتضن إرثًا غنيًا من الفنون الشعبية المتنوعة، والتي تمثّل مكوّنًا أساسيًا من الهوية الثقافية للمنطقة. وتشهد هذه الفنون حضورًا لافتًا في المناسبات الوطنية والدينية، لاسيما في الأعياد والأعراس والمناسبات الاجتماعية، حيث تتحول الساحات إلى مسارح مفتوحة تنبض بالحياة والأصالة.
من بين أبرز هذه الفنون فن العازي، الذي يُؤدى بصوت جهوري مصحوب بحركات إيقاعية تعكس الفخر والانتماء، ويتميّز بإلقاء القصائد التي تمجّد القيم الوطنية والبطولات. كما يُعد فن العيالة من الفنون التي تحظى بجماهيرية واسعة، حيث يقف الرجال في صفوف متقابلة يؤدون حركات متناسقة على إيقاع الطبول، في مشهد تعبيري عن الوحدة والتلاحم.
ولا يقل فن الوِيلية أهمية، وهو فن غنائي تقليدي تُؤديه النسوة أو الرجال في مناسبات الفرح، ويرافقه الرقص الشعبي والتصفيق المنتظم، ويُبرز البُعد الإنساني والعاطفي في الثقافة المحلية. أما فن الميدان، فهو من الفنون الشعرية القائمة على المبارزات الشعرية بين الشعراء، ويمثّل منصة للتعبير عن الآراء والأفكار في أجواء من التفاعل الذهني والإبداعي.
وتأتي هذه الفنون كجسر يربط الأجيال ببعضها البعض، حيث يحرص كبار السن على تعليم الشباب مبادئ الأداء الصحيح وأصول الغناء الشعبي، في إطار من الاحترام المتبادل والحفاظ على التراث.
إنّ استمرار هذه الفنون في الظهور في المناسبات المختلفة، مثل عيد الفطر، يُعد دليلاً حيًا على وعي المجتمع بأهمية التراث، وعلى تمسّك أبناء الظاهرة بجذورهم الثقافية، ما يعزز من حضور الفنون الشعبية كمصدر فخر واعتزاز لكل عماني.