سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية تبحثان سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات
استقبل معالي الفريق أول سلطان بن محمد النعماني، وزير المكتب السلطاني، بمكتبه اليوم سعادة أوليغ ليفين، سفير روسيا الاتحادية المعتمد لدى سلطنة عُمان، وذلك في إطار اللقاءات الدورية التي تعكس حرص السلطنة على ترسيخ علاقاتها الثنائية مع الدول الصديقة وتعزيز مسارات التعاون في شتى المجالات.

وقد رحّب معاليه في مستهل اللقاء بسعادة السفير، مشيدًا بالعلاقات التاريخية التي تجمع بين سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية، ومؤكدًا على أهمية استمرار التواصل والتنسيق بين البلدين في ضوء التطورات الإقليمية والدولية، وفي سبيل تحقيق المصالح المشتركة للشعبين الصديقين.

من جانبه عبّر سعادة السفير الروسي عن شكره وتقديره لسلطنة عُمان، قيادةً وحكومةً وشعبًا، لما تحظى به البعثة الدبلوماسية الروسية من تعاون وتسهيلات، مشيدًا بسياسة السلطنة المتزنة ومواقفها الحكيمة في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية، والتي أسهمت في تعزيز مكانتها على الساحة الدولية كطرف فاعل في ترسيخ الأمن والاستقرار.

كما ناقش الجانبان خلال اللقاء آفاق التعاون الثنائي بين سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية، وسبل تطويره في مختلف القطاعات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية، مع التأكيد على أهمية استثمار الإمكانيات المتاحة لدى البلدين لبناء شراكات استراتيجية طويلة الأمد تخدم مصالحهما المشتركة.

وفي هذا السياق، تم التطرق إلى مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري، لا سيما في ظل اهتمام الجانبين بتوسيع حجم التبادل التجاري وتنويع الاستثمارات المتبادلة في قطاعات حيوية مثل الطاقة، والسياحة، والصناعة، والنقل، والتعليم العالي. وأكد معالي الفريق أول سلطان النعماني على استعداد السلطنة لتعزيز بيئة الاستثمار وتوفير التسهيلات للمستثمرين الروس، مشيرًا إلى أهمية الحوار المستمر بين رجال الأعمال في البلدين وتفعيل عمل اللجان المشتركة لتقوية الروابط الاقتصادية.

وتناول اللقاء أيضًا التعاون في المجالات التعليمية والثقافية، حيث تم الإشادة بالتبادل الأكاديمي بين الجامعات والمؤسسات البحثية في البلدين، وفتح آفاق جديدة لتعزيز تبادل الخبرات والمعارف، خصوصًا في ميادين التكنولوجيا والابتكار والبحث العلمي، بما يخدم رؤية سلطنة عُمان 2040 وأهدافها في بناء اقتصاد معرفي متقدم.

وفي الشأن السياسي، تم تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث عبّر الجانبان عن تطلعهما إلى تكثيف التنسيق الدبلوماسي، والعمل المشترك من أجل دعم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، مع الالتزام بمبادئ الحوار واحترام القانون الدولي وسيادة الدول.

وقد أشاد سعادة السفير الروسي بالدور البنّاء الذي تلعبه سلطنة عُمان على المستوى الإقليمي والدولي، وسعيها الدائم إلى بناء الجسور بين الشعوب والدول، من خلال نهجها القائم على التوازن والدبلوماسية الهادئة، مؤكدًا أن موسكو تنظر إلى عُمان كشريك موثوق في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط.

واختُتم اللقاء بالتأكيد على أهمية استمرار هذه اللقاءات وتبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين على مختلف المستويات، بهدف ترسيخ التعاون الثنائي، وتعزيز مسارات التفاهم المشترك في كل ما من شأنه أن يخدم المصالح المتبادلة ويحقق تطلعات الشعبين الصديقين نحو مزيد من التقدم والازدهار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *